القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تتم عملية زراعة الشعر الطبيعي واحدث التقنيات لذلك

من بين أكثر ما يؤثر على المظهر العام للشخص تمتعه بشعر مكتمل وصحي من عدمه، وربما تتضاعف قوة هذا التأثير لدى النساء عنها لدى الرجال، لكن كلاهما ينشغل بذلك إذا لاحظ تساقط الشعر أو بداية ظهور فراغات في فروة الرأس.

لذلك ظهر عدد كبير من الأدوية والمستحضرات التي تتعامل مع هذه المشكلة، مثل علاجات الفيناسترايد والمينوكسيديل، إلا أن التجربة أوضحت كون هذه العلاجات لا تنفع في كثير من الحالات، وحتى إذا كانت مؤثرة فهي تحتاج لوقت طويل حتى تؤتي نتائجها، إضافة إلى كون المريض لا يستطيع التوقف عن استخدامها بعد ذلك؛ وإلا خسر ما حققه من نتائج.

من أجل هذا ظهر ما يعرف بـ عملية زراعة الشعر الطبيعي جراحيا، وهي إجراء تجميلي يهدف إلى إيجاد حل لمشاكل الصلع وفقدان الشعر وتساقطه جراحيا، ومن مميزاته أن النتائج لا تحتاج لوقت طويل حتى تظهر، وبعد ظهورها لا تحتاج للمواظبة على علاج ما للحفاظ عليها.
كيف تتم عملية زراعة الشعر الطبيعي واحدث التقنيات لذلك

كيف بدأت عملية زراعة الشعر وما فكرتها؟


الإرهاصات الأولى لـ عملية زراعة الشعر كانت في الخمسينيات وتحديدا في أمريكا، غير أن التجارب غير الناجحة استمرت حتى منتصف الثمانينيات، حيث أجريت أول عملية زراعة شعر ناجحة في ولاية كاليفورنيا، من هذه النقطة بدأ الأطباء يحددون الآلية الصحيحة لاستعادة الشعر جراحيا، ويطورن التقنيات والأساليب التي يعتمدون عليها في كيفية زراعة الشعر للحصول على نتائج أفضل.

كيفية زراعة الشعر :

تقوم التقنيات المختلفة لـ عملية زراعة الشعر على نقل البصيلات من المناطق السليمة ذات الكثافة العالية إلى المناطق التي تعاني من تساقط الشعر أو الصلع، وذلك للحصول على مظهر نهائي يوفر تغطية مناسبة لفروة الرأس. 

تسمى المناطق التي تحصد منها البصيلات بالمناطق المانحة، والتي عادة ما تكون أسفل فروة الرأس من الخلف، حيث يقوم الطبيب بحصد العدد الكافي، ثم إعادة زراعته في المناطق المصابة أو المستهدفة بالزراعة، ما يمكن هذه البصيلات من النمو مجددا بصورة طبيعية.

احدث تقنيات زراعة الشعر :


  • في البداية ظهر ما يعرف بتقنية fut أو الشريحة لزراعة الشعر الطبيعي كـ احدث طرق زراعة الشعر ، والتي كان الطبيب فيها يقوم باجتزاء قطاع عرضي من فروة الرأس في المنطقة المانحة، ثم تقسيمها إلى وحدات بصيلية يسهل توزيعها على المناطق المصابة، لكن هذه التقنية كانت تترك وراءها جرحا غائرا، يحتاج لوقت طويل حتى يلتئم، وقد يبقى أثره ظاهرا فيما بعد، ما يهدد النتيجة التجميلية النهائية للزراعة.

    غير أنه فيما بعد ظهرت أساليب جديدة لتقطيب الجرح الناتج تجميليا، للحد من إمكانية ظهور أية ندوب أو آثار لـ عملية زراعة الشعر ، إضافة إلى استخدام خيوط جراحية خاصة تذوب من تلقاء نفسها، ولا تحتاج العودة للطبيب لفكها.

  • بعد ذلك ابتكر الأطباء طريقة جديدة لإجراء عملية زراعة الشعر الطبيعي تعرف باسم تقنية fue أو الاقتطاف، وهو الاسم الذي يدل على الطريقة التي يتم استخلاص البصيلات بها من المناطق المانحة خلال العملية، حيث يقوم الطبيب بحصد البصيلات واحدة تلو واحدة، حتى يصل إلى العدد المحدد لإجراء عملية زراعة الشعر.

    هذه التقنية جعلت الجروح الناتجة عن عملية زراعة الشعر الطبيعي شبه معدومة، حيث تكون دقيقة للغاية، وسريعة الالتئام، فيستطيع المريض ممارسة حياته العادية من اليوم التالي دون مواجهة أية مشاكل، كذلك فتقنية الاقتطاف تجعل الندوب أو الآثار الموجودة في فروة الرأس بعد زرع الشعر معدومة تماما.

  • من احدث تقنيات زراعة الشعر الطبيعي ظهورا نجد أقلام تشوي، وهي الأداة التي يعتمد عليها الطبيب لغرس بصيلات الشعر دون الحاجة لشق القنوات المستقبلة لها أولا، حيث يستخدم الطبيب عددا من هذه الأقلام ذات الإبر المجوفة خلال العملية لزرع الشعر في المناطق المستهدفة مباشرة.

    تعتمد هذه التقنية على نفس الفكرة الموجودة في تقنية الاقتطاف، إلا أن الأداة الجديدة المستخدمة جعلت الإجراءات تتم بصورة أدق، وبالتالي تعطي نتائج أفضل وأسرع، أضف إلى ذلك كون عملية زراعة الشعر الطبيعي أصبحت تجرى على مرحلتين فقط؛ الحصد والزرع، بدلا من ثلاث مراحل؛ الحصد وفتح القنوات والزرع، وهذا أيضا يعطي ثباتا إضافيا للبصيلات المزروعة.


الخطوات الجراحية لزراعة الشعر | مراحل زراعة الشعر


من الممكن تلخيص عملية زراعة الشعر التجميلية في مراحل محددة، لكن الأهم من ذلك والذي يجب التنويه إليه هو أن طبيب زراعة الشعر الماهر والخبير هو أهم ما تعتمد عليه لتحقيق النتائج التي تريدها، حيث أن هذه العملية شأنها شأن باقي عمليات التجميل تحتاج بجانب الكفاءة حسا جماليا عاليا، يستطيع تحديد ما يحتاجه كل مريض بدقة، لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

في النقاط التالية نناقش المراحل الجراحية التي تعتمد عليها زراعة الشعر الطبيعي من البداية وحتى انتهاء العملية | مراحل زراعة الشعر :-

1- مرحلة التخدير:


المتعارف عليه والأكثر شيوعا عند إجراء عملية زراعة الشعر الطبيعي هو استخدام التخدير الموضعي، وذلك بواسطة الإبر التي تحقن في أماكن محددة بمنتهى الدقة من فروة الرأس، ويتم تخدير المناطق المانحة من فروة رأس المريض قبل حصد البصيلات، ثم في مرحلة تالية يتم تخدير المناطق المستهدفة قبل البدء في مرحلة غرس الشعر المزروع بالقنوات الحاضنة له.

أحيانا يلجأ الأطباء إلى إجراء تخدير إضافي بواسطة الكريم المخدر قبل استخدام إبر التخدير الأساسية، وذلك في الحالات التي تعاني حساسية مفرطة في فروة الرأس، قد تعرضها لتهيج شديد والشعور بالألم عند الحقن، كما أن الاطلاع على الحالة الصحية العامة للمريض أثناء الاستشارة يعطي الطبيب قدرة أكبر على تحديد الطريقة المثالية للتخدير.

بعد حلاقة الشعر والتعقيم وارتداء ملابس غرفة العمليات، ورسم خط الشعر الأمامي، يتأكد الطبيب من أن مفعول المخدر يعمل بالصورة المطلوبة، من ثم يتم إدخال المريض غرفة العمليات، لبدء المراحل الأساسية لـ عملية زراعة الشعر.

2- مرحلة الحصد أو الاقتطاف :


في عملية زراعة الشعر الطبيعي يقوم الطبيب خلال المرحلة الأولى بجمع عدد البصيلات المطلوب زراعته من مناطق تعرف بالمناطق المانحة في فروة الرأس، وتكون أسفل مؤخرة الرأس، ما يعني أن الطعوم المستخدمة تكون مأخوذة من المريض نفسه، وهو ما يجعل العملية ذات نسب أمان عالية.

يختار الطبيب بصيلات الشعر التي يحتاجها بعناية، حيث توجد بصيلات ثلاثية وثنائية ومفردة الشعيرة، وتبعا لطبيعة المناطق المستهدفة يتم تحدد العدد اللازم حصده من كل نوعية، كذلك يراعى سمك الشعر المحصودة وخصائصه التشريحية.

تكمن مهارة الطبيب وخبرته خلال هذه المرحلة في عدم الجور على المناطق المانحة وتعريضها للترقق أو التشوه، وذلك بترك مسافات كافية بين كل بصيلة محصودة وأخرى، ما يحافظ أيضا على كفاءة هذه المناطق وصحتها، ويجعل من الممكن إجراء عمليات زراعة شعر تكميلية فيما بعد.

3- شق القنوات الحاضنة :


ثالث مراحل زراعة الشعر الطبيعي تكون فتح القنوات التي ستحتضن بصيلات الشعر في المناطق المستهدفة، حيث يجب مراعاة أماكن فتح هذه القنوات والعمق المناسب لكل منطقة، وكذلك الزوايا التي يتم تحديدها بدقة لتتوافق مع اتجاهات الشعر الطبيعي المحيط بها.

جميع ما ذكر من خصائص يجب توافرها في القنوات الحاضنة هي شروط أساسية تجعل القناة المستقبلة للبصيلة بيئة مثالية تساعد على ثباتها وتوفير الغذاء والعناصر اللازمة للنمو، وتحميها من التلف أو الموت، لذلك فهذه المرحلة مهمة للغاية لتحقيق النتائج المطلوبة من عملية زراعة الشعر الطبيعي والحفاظ على البصيلات.

هنا يجب الإشارة إلى أن هذه المرحلة كانت موجودة في التقنيات السابقة على تقنية DHI التي تعتمد على أقلام تشوي المتطورة، حيث أن هذه الأداة التي تشبه القلم ولها سن على هيئة إبرة مجوفة بأقطار دقيقة جعلت زراعة البصيلات وشق القنوات لها يتم في مرحلة واحدة، وهو ما يوفر قدرا أكبر من الثبات للبصيلات المزروعة، ويعطي الطبيب معايير أعلى من الدقة.

4- حفظ البصيلات وفرزها :


يقسم الطبيب بصيلات الشعر المحصودة إلى فئات محددة، تبعا لنوعية المناطق المستهدفة وعدد البصيلات الذي تحتاجه كل منطقة، حيث أن نوعية البصيلات التي تناسب المنطقة الأمامية من فروة الرأس مثلا لا تشبه تلك المستخدمة في زراعة الجانبين.

أثناء ذلك تكون البصيلات المحصودة معرضة للتلف أو التعرض لأضرار، وهو ما يجعلها غير صالحة للزراعة، حيث أن زراعة الشعر الطبيعي تتطلب أن تكون البصيلة حية وبصحة جيدة، لذلك يتم حفظ هذه البصيلات في درجات حرارة منخفضة، تصل إلى الصفر مئوية، وتستخدم سوائل الحفظ ذات الجودة العالية، والتي تلعب دورا مهما في جعل عمر البصيلات أطول.

5- زراعة البصيلات :


آخر مراحل زراعة الشعر التي يقوم الطبيب بإجرائها داخل غرفة العمليات تكون غرس البصيلات في القنوات الحاضنة التي أعدها في المناطق المستهدفة من فروة رأس المريض، ويجب على الطبيب التحكم في أعماق وزوايا غرس البصيلة بدقة، مع الحرص على عدم تعريضها للتلف.

في بعض الأحيان تعتمد بعض مراكز زراعة الشعر على الفريق المعاون لإجراء هذه المرحلة، وهو أمر في غاية الخطورة، حيث تحدد دقة الإجراءات المتبعة خلال غرس البصيلات مدى ثباتها وقدرتها على الحياة والنمو من جديد، لذلك يجب أن يقوم طبيب زراعة الشعر بإجراء هذه المرحلة بنفسه.
الخطوات الجراحية لزراعة الشعر | مراحل زراعة الشعر

نصائح عامة قبل إجراء زراعة الشعر الطبيعي


تمهل قبل أن تتخذ القرار النهائي بإجراء عملية زراعة الشعر لدى أحد المراكز، حتى تتأكد من مدى موثوقيته واعتماده.

  • حاول أن تسأل عن مدى كفاءة وخبرة الطبيب الذي سيجري لك العملية.
  • من الأفضل الاطلاع على نتائج لتجارب سابقة، ويا حبذا لو يكون ذلك في نطاق معارفك.
  • ناقش الطبيب خلال الاستشارة حول النتائج الممكنة والجدول الزمني المتوقعة لظهورها.
الاهتمام البالغ بالالتزام بالتعليمات والنصائح الخاصة بمرحلة التعافي واستكمال النتائج مهم جدا للحصول على أفضل نتيجة.


خلال الثلاثة شهور الأولى يتساقط الشعر المزروع وفق ما يعرف بدورة نمو الشعر الطبيعية، فلا تقلق من هذا العرض.

يجب انتظار الوصول إلى السن المناسب لإجراء زراعة الشعر، وهو في أغلب الحالة 20 عاما، وذلك للتاكد من نمط الصلع واتخاذ الإجراءات المناسبة.

تنتشر الآن الكثير من الدعاية الترويجية التي تزعم أنها تقدم تكلفة زراعة الشعر اقل من غيرها، وهي في الغالب مراكز غير موثوقة، قد تعرضك للخطر.

كذلك تنتشر دعاية ترويجية تزعم زراعة أكبر عدد من البصيلات، وهذا ما لا يمكن تحديده إلا بعد معرفة مساحة المناطق المستهدفة، ومدى جودة المناطق المانحة لبصيلات الشعر.

حاول عدم إجبار الطبيب على جعل الخط الأمامي للشعر إلى الأسفل ناحية الجبهة عما هو في الطبيعة، لأن ذلك يعرضك لنتائج زراعة شعر ذات مظهر منفر وغير طبيعي.

من المهم إذا ما كان لديك أقارب يعانون من نمط صلع قريب لما تعانيه أن تطلع طبيبك على ذلك.

بعض العلاجات التي يتم تناولها بصورة دائمة، والفيتامينات والمكملات الغذائية كذلك، تتعارض مع إجراءات زرع الشعر، فاحرص أن تخبر طبيبك عنها.

تعليقات